30‏/8‏/2009

( رأى جديد فى معنى الجدد والغرابيب )

من إعجاز حديث القرآن عن الجبال
( رأى جديد فى معنى الجدد والغرابيب )
قال تعالى:
" أَلَمْ تَرَ أَنّ اللّهَ أنَزَلَ مِنَ السّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ . وَمِنَ النّاسِ وَالدّوَآبّ وَالأنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنّمَا يَخْشَى اللّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنّ اللّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ " ( فاطر27-28)
الملخص :
تحاول هذه الدراسة الإجابة على عدة تساؤلات .
1- لماذا تقدم قوله تعالى " مّخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا" على " َغَرَابِيبُ سُودٌ" ولم يأت بعده؟
2- إذا كان معنى "غَرَابِيبُ" شديدى السواد , لماذا قال تعالى بعدها "سُود"؟ أيقول شديد السواد أسود؟
3- لماذا تكررت مسألة إختلاف الألوان ثلاث مرات وقد ذكرت فى القرآن كله سبع مرات ؟
طريقة الدراسة :
تبدأ الدراسة باستعراض موضوع الآيتين وآراء مفسرى القرآن الكريم ثم آراء علماء الإعجاز العلمى . بعد ذلك نؤصل للقارئ غير المتخصص طرق تكون الجبال جيولوجيا , وكذلك التحليل اللغوى لكلمتى "جدد" و"غرابيب" , ثم أبين سبب رفض الآراء السابقة .
وأخيرا أقول رأيى فى مصطلحى , "جدد" و"غرابيب" ومسألة الألوان وأهميتها . وأختم ببيان وجه الإعجاز الأوضح فى هذه الفقرة القرآنية وأحاول الإجابة على التساؤلات التى طرحتها فى "الملخص" والتى كانت الباعث على هذه الدراسة .

• موضوع الآيتين وسورتهما :
تقع هاتان الآيتان الكريمتان فى سورة فاطر , وهى سورة مكية موضوعها الأساسى هو بيان آيات الرد على تكذيب الرسول " صلى الله عليه وسلم" .."وَإِن يُكَذّبُوكَ فَقَدْ كُذّبَتْ رُسُلٌ مّن قَبْلِكَ" , "وَإِن يُكَذّبُوكَ فَقَدْ كَذّبَ الّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ" . وكانت طريقة هذه السورة فى بيان أن ما جاء به النبى" صلى الله عليه وسلم" من الوحى هو الحق " إِنّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقّ" .. "وَالّذِيَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقّ " هى طريقة الآيات الكونية , فاستعرضت السورة آيات إرسال الريح والسحب , وأطوار خلق الإنسان , وأنواع البحار وما فيها من منافع للناس من مأكل وحلى وفلك تمخر عبابها , ثم ينتقل إلى السماء وتسخير أجرامها وما يحدثه ذلك من تعاقب لليل والنهار مما يعود على الإنسان بالنفع العظيم . ثم كان التركيز على مسألة إختلاف الألوان فى النبات والجبال والكائنات الحية وأكدت السورة أن هذه الفقرة تحديدا فيها من البينات ما لن يدركه إلا العلماء الذين ستتحقق لهم بذلك خشية الله , إن كانوا من العلماء الربانيين الذين يتلون كتاب الله ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويخشون ربهم
بالغيب .
فالعلماء ثلاثة , كما قال سفيان الثورى , عالم بالله عالم بأمر الله (عنده العلم والخشية ) , وعالم بالله ليس بعالم بأمر الله ( الذى يخشى ولا يعلم ) , وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله ( الذى يعلم ولا يخشى ) .

• رأى المفسرين :
المفسرون القدماء لم يختلفوا فى أن المقصد الرئيسى من تلك الفقرة هو بيان إختلاف الألوان مثل قوله تعالى :"صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىَ بِمَآءٍ وَاحِدٍ" ولكن إختلفوا فى كلمتى جدد و غرابيب , فابن كثير ذكر أن ابن عباس قال : " الجدد هى الطرائق " أى الطرق , جمع جدة . بينما نقل الشوكانى فى تفسيره عن الفراء أن الجدد تكون فى الجبال كالعروق وهذا قريب مما نقله القرطبى فى تفسيره عن الجوهرى : " والجدة الخطة التى فى ظهر الحمار تخالف لونه " وهو ما ذهب إليه البيضاوى . كما ذكر القرطبى أن الجدد هى القطع . وذكر كذلك أنها قد تكون طرائق تخالف لون الجبل . أما كلمة " غرابيب سود " فذكروا أن غرابيب جمع غربيب وهو شديد السواد . ولكن القرآن لا يكرر ألفاظا , هل يقول القرآن : شديد السواد أسود ؟ إن قيل للتوكيد فتوكيد الألوان لا يتقدم عليها , بل يقال عندئذ ( سود غرابيب ) .

• رأى علماء الإعجاز العلمى :
د . عبدالله عمر نصيف ( أستاذ الجيولوجيا السعودى ) لفت الأنظار إلى مسألة جديرة بالتدبر وهى إشارة تلك الفقرة القرآنية إلى دور الماء فى تلوين الصخور , وهى مسلمة علمية جيولوجية . قال ذلك فى ورقة له في المؤتمر الأول لجيولوجية العالم العربي بجامعة القاهرة .
وهو ما أشارت إليه بإعجاز بداية الفقرة القرآنية التي نحن بصددها . أما " الجدد" فقد انحاز علماء الإعجاز المعاصرون إلى رأي الفراء الذي قال أن الجدد هي العروق في الجبال ، أي ما يسمى الآن " القواطع " Dykes ثم ذكروا أن الإعجاز في فصل القرآن بين ألوان الصخور الفاتحة (بيض وحمر) من ناحية وبين الداكنة (سود) من ناحية أخرى وهو تصنيف الصخور المشهور في الجيولوجيا Felsic إلى Mafic . ولم يتعرضوا لقضية لماذا لم يذكر القرآن سود دون غرابيب أو العكس . فقط د0 عبدالله عمر نصيف رأى أن الغرابيب هى التراكيب الجيولوجية البازلتية السوداء التى تكون على هيئة الوسادة . أو ما يسمى PILLOW LAVA. كذلك رأى د0 حسنى حمدان أن المقصود بالجدد القواطع (DYKES) العديدة التى على هيئة سرب SWARM ليتحقق تعدد الألوان , وليس القواطع المنفردة .

• نبذة عن نشأة الجبال : (1)
أكثر أسباب نشوء الجبال خاصة سلاسل الجبال الكبيرة هى :-
أ- التضاغط بين لوحين من الألواح المكونة للقشرة الأرضيةTectonic plates . سواء لوح قارى مع آخر محيطى . حيث تعلوا منطقة التلاصق قليلا ثم تعلوا أكثر نتيجة نشوء الحركات البركانية , مثال ذلك جبال الإنديز . أو التضاغط بين لوحين قاريين مثل أحزمة جبال الهيمالايا والألب) تسمى هذه العملية (Orogeny . وهذا التضاغط يلغى أى خطوط أفقية( جدد).
ب - حركات الصخور الرأسية . أو ما يسمى الارتفاع الإبيروجينى EPIROGENIC UPLIFT نتيجة نشوء بقعة حارةHot spot أسفل القشرة الأرضية لتلك المنطقة . مثال ذلك هضبة كلورادو فى الولايات المتحدة المكونة من صخور رسوبية ذات طبقات ملونة نتيجة اختلاف نوعية صخور كل طبقة. وهذا لا يلغى خطوط الصخور الأفقية(الجدد) لأنه ليس حادا .
ج - التجوية والتعرية WEATHERING AND EROSION . حيث يؤدى تآكل سطح بشكل نسبى إلى نشوء قمم صغيرة ترتفع تبعا لنظرية الطفوISOSTASY . مثال ذلك جبل "ريودى جانيرو " الجرانيتى الشهير فى البرازيل SUGAR LOAF .
د - الانفجارات البركانية البانية لجبالها حيث تتراكم الصخور بعد أن بردت من الحمم . وهى عملية كثيرا ما تكون مصاحبة للسبب الأول أو فى حالة تباعد لوحين محيطيين من ألواح القشرة الأرضية أو انقسام لوح قارى إلى لوحين بعد أن نشأ تقبب ثم تشقق لمنطقة الفصل ثم تكون منخفض ثم خروج الحمم المكونة للجبال البركانية من هذه الشقوق (Rift valley).

مثال ذلك هضبة " دراكنسبرج" بجنوب افريقيا . وهذه الجبال بالطبع لا نجد فيها خطوط (جدد) صخور أفقية لأنها ستنصهر حتما . وكذلك لاختلاف لزوجة كل نوع من الصخور البركانية مختلفة الألوان . قد يشكل البازلت الأسود طبقات فوق بعضها عقب إنفجارات متعددة إلا إنها ستكون طبقات (جددا) ذات لون واحد( مثل جبال هاواى ) .

• تحليل كلمة "غرابيب" لغوياً:
(1) يقول إبن منظور في كتابه " لسان العرب " في باب "غرب" ، أسود غربيب وغرابي : شديد السواد . أي أن الغربيب هو الغرابي . فهل من معاني الغرابي شيء سوى السواد ؟ نعم ، من معاني كلمة غراب الآتي ( كما قال صاحب " لسان العرب " وصاحب "الصحاح" ) : غراب الفأس : حدها . وغرابا الفرس والبعير حدّ الوركين وهو حرفاهما . وللعين غرابان : مقدمهما ومؤخرهما . وغارب البعير هو مقدمة السنام( أي النتوء الذي يتقدم السنام وليس ذروته ) . (فأصل كل هذه الاشتقاقات كلمة "غرب" وهي البعد ومنها غربت الشمس ") . ولم تقل العرب للأسود غربيبا إلا لبعده في السواد بل قد تقال لغيره منه الألوان . فالمُغرب الذي كل شيء منه أبيض

إذن الغربيب هو الذي له شكل الغراب وهو البروز أو النتوء ، وهو الذي نرى أنه شكل ذلك النوع من الجبال التى لها قمة أو أكثر تبدو كل منها كالنتوء التى إن تعددت يبدو لهذا الجبل شكل التجاعيد التى تبدو كمجاري السيول . والعجيب أن من معاني كلمة "غروب" مجاري الدمع . والغرب هو الماء الذي يسيل من الدلو .

• ما أذهب إليه تبعا لما تقدم :
1-لا أرى أن الجدد هي العروق في الجبال أو ما يسمى Dykes أو القواطع لسببين:
أ- لم يقل القرآن " وفي الجبال " إنما قال " ومن الجبال " أي أن الجدد مكونة للجبل وليست مجرد علامات فيه . وهذا ما نبهني إليه العلامة د. أحمد حشاد .
ب-الجدد جمع جدة وهي الطريق ، والطريق الذي يمشي فيه الناس لابد أن يكون أفقياً لا رأسياً او حتى قاطعاً . وقد أصاب صاحب " معجم الجيولوجيا " حين ترجم عروق الجبال التى تتقاطع معه Dykes بالقواطع . وترجم العروق الموازية لطبقات الجبل الأفقية أو المستعرضة Sills بالجدد(2) .
2-كذلك لا أرى أن الغربيب هنا هو شديد السواد ، لسببين :
أ - القرآن لا يكرر ألفاظاً . فقد أتبع كلمة غرابيب بكلمة سود ، فغرابيب وحدها قد تعني شديد السواد . فلا يعقل أن يقول القرآن :" شديد السواد أسود" ؟ كما إنه إن أراد توكيد السواد لقال: "سود غرابيب" لأن توكيد الألوان لا يتقدم . وهذا ما لفت نظرنا إليه د. حسني حمدان .
ب - يستشعر قارىء تلك الفقرة القرآنية مقابلة(3) بين كلمتي " جدد بيض " و" غرابيب سود " فطالما أن " الجدد " تعبر عن شكل و "البيض" لون، فكذلك الأسود لون ولابد إذن أن تكون
"الغرابيب" شكلاً لا لونا .. فأي شكل؟



3- ما هى الغرابيب ؟ : تبعا لما ذكرناه فى "نبذة عن نشأة الجبال" و "تحليل كلمة غرابيب لغويا" . الغرابيب هي الجبال ذات القمم الواضحة المكونة من صخور نارية , إما بلوتونية جوفية PLUTONIC مثل المكونة من صخور "الجابرو" كسلسلة جبال شمال غرب كندا , وبالطبع لا تجد فيها طبقات مختلفة الألوان , وإما الجبال البركانية المكونة من صخور البازلت المعروف بسواده وبكثافته الأقل من بقية الصخور البركانية البيضاء والحمراء مثل "الريولايت" و " الأنديزايت" . فتشكل قمته نتوءً أو أكثر لا قمماً سامقة . وفي نفس الوقت لا تتداخل
طبقات البازلت الأسود مع بقية الصخور البركانية ذات الألوان البيضاء والحمراء لاختلاف لزوجته كما أسلفنا . وقد تجد جبالاً بركانية بازلتية ذات طبقات سوداء بعضها فوق البعض ، وهي الجدد (مثل جبال هاواي) لكنك لن تجدها جدداً مختلفة الألوان . تعدد طبقات صخور جبال هاواى لتعدد مجارى حمم البازلت مما جعلها تبدو كمجارى السيول. (مجارى الدمع هي الغروب كما ذكرنا ) . كذلك هناك جبل بركاني مشهور من جبال المدينة المنورة اسمه جبل غراب . الأهم من كل ذلك أن ابن كثير نقل عن عكرمة رأيه أن الغرابيب هي الجبال الطوال السود ! .
4- ما هى الجدد ؟ الجدد هي الطبقات الأفقية المكونة لطائفة كبيرة من الجبال المسماه بالرسوبية. يكون أغلبها أبيض وهو الحجر الجيري(واسع الانتشار ولذا ذكر أولا ) تتداخل معه في كثير من الأحيان طبقات من خام الحديد الأحمر وقد نجد الصخور الطينية السوداء Shale.وكثيرا ما نجد صخور الحجر الرملى الصفراء (وهو لون بين الأبيض والأحمر المذكورين فى الآيتين) . مثال ذلك صخور جبال وادى كلورادو فى الولايات المتحدة وصخور بعض جبال "سنكيانج"فى طريق الحرير بالصين .



5- مسألة الألوان المذكورة هنا لم تأخذ حقها عند المفسرين . وهي مسألة شديدة الأهمية لدرجة أنها تستخدم في علاج العديد من الأمراض .
الأبيض لعلاج صفراء حديثي الولادة ، الأزرق لعلاج ضغط الدم ، البرتقالي لعلاج الإكتئاب (كما ذكر في قصة البقرة) ، الأخضر لإدخال السرور والبهجة فأصبح اللون المفضل لثياب الجراحين(1) ( ألم يذكر القرآن أن الحدائق ذات بهجة ؟ ) .
كما أن هناك أمر آخر شديد الأهمية في مسألة الألوان . فقد ذكرت الألوان في القرآن الكريم سبع مرات . ولم تذكر مرة واحدة غير مقرونة بمصطلح الاختلاف ، " مختلف ألوانه " ، " مختلفاُ ألوانه " وهكذا فالمطلوب من المسلم حين يرى ألواناً متعددة أن يتدبر اختلافها .
ثم إن جملة " ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء " وردت في القرآن الكريم ثلاث مرات وفي كل مرة يذكر فيها الألوان (مخضرة – مختلفاً ألوانها – مختلفاً ألوانه ) وفي ذلك إشارة إلى دور الماء في التلوين . هذا يؤكد ما ذهب إليه د.عبد الله عمر نصيف وأشرنا إليه سابقاً من إعجاز إشارة القرآن إلى دور الماء في تلوين الصخور .
كذلك كلمة " ألم تر " إن لم تأتي بمعنى ألم تعلم ، أي تقصد الرؤية الفعلية وذكر بعدها
كلمة " ألوان " لابد أن يتبعها (الاختلاف) ، " مختلفا ألوانه

آراء حرة ->هشام طلبة-> رأى جديد فى معنى الجدد والغرابيب
نقلا عن موقع الشباب
(1)A- PLUMMER ,PHYSICAL GEOLOGY,ELEVENTH EDITION,CH.19-20MCGRAW-HILL INT .
B- EARTH,THE DEFINITIVE VISUAL GUIDE,MOUNTAINS AND VOLCANOES,DK.,LONDON
(2)" باتريك أبوت , الكوارث الطبيعية , المجلد الأول ص 400 المجلس الأعلى للثقافة / مصر
(3)المقابلة فى دراسات الإعجاز البلاغى هى المعارضة والمواجهة . كالمقابلة بين الجنة والنار , والخير والشر , والحلال والحرام ... راجع د . بن عيسى بن طاهر " المقابلة فى القرآن الكريم " دار عمار – عمان .
(4) مثال ذلك جبل " أيجرEiger " فى جبال الآلب السويسرية , حيث نجد أسفل الجبل خطوطا عرضية (جدد) , وهى صخور رسوبية دولوميتية . ثم فى قمته تختفى تلك الخطوط بل تصبح خطوطا شبة رأسية أقرب إلى الشقوق نتيجة التضاغط المشكل للقمة .
(5) د. أمير صالح , "العلاج بالألوان من وحى القرآن " مجلة الإعجاز العلمى العدد الثانى والعشرين – رمضان1426ص39
(6) مستخلص من " رؤية الألوان للطيور " د. تيموثي جولد سميث – مجلة العلوم الامريكية – عدد أكتوبر 2006 . 2- هذا ما ذكره أيضا د . محمد السقا عيد فى مقاله " الألوان فى القرآن" فى موقع " الإعجاز العلمى فى القرآن " WWW.55A.NET أن الأسود يعنى إنعدام اللون
د. أمير صالح , " العلاج بالألوان من وحى القرآن " مجلة الإعجاز العلمى العدد الثانى والعشرين – رمضان1426ص 39
...تابع القراءة