3‏/6‏/2009

الأحجار الكريمة

الأحجار الكريمة gemstones هي أي معدن أو مادة أرضية أخرى ( شبه معدن مثلا ) له قيمة تقديرية كبيرة يعترف بها الجميع بغض النظر عن فوائده الأخرى أو استخداماته الصناعية . يوجد كثير من الأحجار الكريمة في الصخور النارية المتكونة من صخور منصهرة تدعى (( صهارة)) ارتفعت من وسط الأرض وتجمدت على السطح .وعندما تبرد الصهارة ، تميل العناصر إلى الانفصال والانعزال في مناطق تشكل فيها معدنيات مختلفة . كذلك غالبا ما تذويب جيوب من الغاز والماء الحار جدا عناصر معينة من شأنها ، عندما تبرد ، أن تتحد لتعطي أحجارا كريمة وأحجار نصف كريمة .تنشا أحجار أخرى ، عندما تفعل عوامل كيميائية أو حرارية أو ضغطية في بنية بعض الصخور فتعيد من جديد تبلرها أو تشكليها كما يحدث في الصخور المتحولة . واهم الصفات التي تضفي على المعدن أو أي مادة أخرى هذه القيمة التقديرية هي الجمال والندرة ومقاومة التغير والتحلل بالعوامل الجوية العادية . وقد يتحقق الجمال من صفات مختلفة مثل اللون أو البريق أو الشكل البلوري أو الانعكاسات الضوئية أو حتى من وجود بعض الشوائب بصورة خاصة .

وقد أمكن حديثا تقليد المعادن الكريمة صناعيا وإنتاج نوعيات تشابهها تماما أو حتى اجمل منها . ولكن القيمة التقديرية للمعدن الحقيقي لا زالت اكبر بكثير من التقليد . ومن الشائع أن تكون للمعدن الواحد عدة نوعيات بعضها كريم والآخر عادي ، وحتى النوعيات الكريمة قد تتفاوت في قيمتها تفاوتا كبيرا ، والمثال الجيد على ذلك الماس فليست كل حبيبات الماس المستخرجة من مناجمه هي أحجار كريمة بل منها البورت والكربونادو التي تستخدم في الأغراض الصناعية . وبالرغم من عدم وجود اتفاق عام على ماهية المعادن التي لها نوعيات كريمة ، إلا أن اشهر الأحجار الكريمة تأتى من عدد محدود من المعادن في حدود العشرة أو تزيد قليلا وأهمها : الماس ، والكورندم ، والكريسوبريل ، والبريل ، والسبينل ، والتوباز ، و الزيركون والتورمالين والجارنت والكوراتز و الفيروز ( التوركواز ) والزبرجد ( البيريدوت ) .

ومعالجة الأحجار الكريمة أساسية قبل عرضها أو بيعها ، وهذه المعالجة أما أن تضيف إلى القيمة الأصلية للحجر الكريم أو تقلل منها ؛ فالحجر يجب أن يصقل جيدا وفي اتجاهات معينة حتى يظهر في أبهى حلله ، ولهذا فان البراعة البشرية في انتقاء فصوص الأحجار الكريمة وتقطيعها وتشكيلها وصقلها عامل أساسي في تقدير القيمة النهائية لهذه الأحجار ، وبالطبع فان هذا عمل صعب للغاية لان معظم الأحجار الكريمة ذات صلادة عالية . ولا يتسع المجال هنا إلا لذكر بعض الأحجار الكريمة كأمثلة فقط ، وقد سبق الماس وبعض نوعيات المعادن الكريمة التي استعرضت مع المعادن الصناعية ، أما النوعيات الكريمة التي تستحق الذكر هنا فهي نوعيات البريل والكورندم . والبريل يعتبر مصدر أحد الفلزات النادرة وهو البريليوم ، ولكن المعدن له نوعيات كريمة أيضا أهمها الزمردemerald الذي يعتبر في المرتبة التالية للماس مباشرة ، بل أن هناك من يعتبر الزمرد النادرة أقيم من الماس ، ولون الزمرد اخضر ذو صفات خاصة يصعب وصفها ولذلك يسمى هذا اللون الأخضر الزمردي green emerald ، وتنحصر مصادرة العالمية في كولومبيا وفي كارولينا الشمالية واستراليا ومصر ، واشتهرت المصادر المصرية منذ عصور الفراعنة والمعتقد أنها لم تستفد منه بعد ، لأنه يقع في مناطق وعرة في الصحراء الشرقية ، وقد اكتشف الزمرد مؤخرا في ديسمبر 1993 في سيناء غرب مدينة نويبع . وهناك نوعيات كريمة أخرى من البيريل هي الأكوامارين aquamarine ذو اللون الأزرق المخضر والمورجانيت morganite ذو اللون الأحمر الوردي والهيليودور heliodore ذو اللون الأصفر الذهبي .

وهناك حجر كريم قريب من البريل ويسمى الكساندريت alexandrite نسبة إلى أحد قياصرة الروس الذي كان مولعا بالأحجار الكريمة ، وهو نوعية من معدن الكرسوبيريل chrysoberyl الذي يتكون من أكسيد البريليوم والألومنيوم مع وجود بعض الحديد والكروم ، ويعتبر أقيم الأحجار الكريمة على الإطلاق لندرته الشديدة فهو موجود فقط بمنطقتين في العالم مصاحبا للزمرد ؛ واحدة في جبال الأورال والثانية في سريلانكا ، وكذلك لاختلاف لونه بين الضوء الطبيعي والضوء الصناعي ، ففي ضوء الشمس يبدو اخضرا مثل الزمرد أما في الضوء الكهربي فهو احمر ارجواني أو بنفسجي ، فيجمع بين لوني الزمرد والأماتيست .

والكورندم corundum هو أكسيد الألومنيوم النقي وصلادته 9 ووزنه النوعي 4,02 وبريقه ماسي إلى زجاجي شفاف إلى نصف شفاف ، وهو غير قابل للانصهار أو التفاعل مع الأحماض ، ويستخدم في مساحيق الصنفرة والجلخ مثل الإمري emery الذي يتكون من الكورندم والهيماتيت والماجنيتيت ن ومن نوعياته الكريمة الياقوت ruby وقد قال تعالى (( كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ)) سورة الرحمن 58 وهو شفاف وذو لون احمر قاتم ، والسافير sapphire وهو النوع الأزرق ، وعادة ما تكون تلك الألوان لوجود شوائب .
واللآلئ أحجار كريمة تستخرج من البحر .وقد قال تعالى ((كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ)) سورة الواقعة 23 وتتشكل في بعض أصداف المحار حين تدخلها حبات الرمل فتضايق الحيوان القابع ضمن الصدفة . عندئذ يفرز الحيوان مادة تسمى أم اللؤلؤ يغطي بها حبة الرمل وتنمو هذه اللؤلؤة سنة بعد سنه . يجد الغواصون المحار الذي يحتوي على اللؤلؤ في البحر الأحمر والمحيط الهندي .
الرد مع إقتباس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق